تتجلى عند المؤمن بمقاومة حب المال. وتطهير نفسه من جاذبية الدنيا،
وتزكيتها من الشحّ وذلك بالانفاق. وهكذا سميَّ الانفاق في سبيل الله بالزكاة لإنها
تزكي النفس. فقال الله سبحانه
وسميت بالصدقة في قوله سبحانه يَمْحَقُ
اللّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ
أَثِيمٍ (البقرة/ 276). لأن من يعطي ماله إبتغاء وجه الله، يصدّق بالدين،
وبما نزل على الرسول من ثواب المتصدِّقين.
لأن العطاء الخالص لله يعكس مجاهدة للنفس وشهواتها واخلادها الطبيعي
إلى الارض، وما فيها من الشهوات العاجلة.
بينما الدين هو الخلاص من هوى النفس الى هدى الله، ومن دون هذا
الخلاص يتثاقل المرء إلى الدنيا وشهواتها، ويعيش في زنزانة الذات وشح النفس، بينما
المنفق في سبيل الله يتحرر من ذلك، ويكون من المفلحين حيث يقول الله سبحانه
وهكذا كانت الصدقة المطلوبة قسمين؛ صدقة السرّ حيث يقاوم المؤمن بها
حب الشهرة. وصدقة العلن حيث يقاوم لومة العاذلين الذين يخالفون الانفاق في سبيل
الله، ممن يبخل ويأمر