responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في القرآن الحكيم المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 143

إن فرعون ذكّر موسى بمصالحه الشخصية، وقال له: ألم نُرَ بِّك فينا وليداً؟ ولكن موسى (عليه السلام): هزأ من فرعون وقال: تلك نعمة تَمُنُّها عليّ أن عبّدت بني اسرائيل، موسعاً بذلك حدود القضية، حتى تشمل بني اسرائيل جميعاً، الذين طالب تحريرهم بصورة كاملة.

في البند الرابع نجد فرعون يعتمد على القوة المادية، التي يمتلكها ويثير قومه بلغة الطبقة المستغِلة، ويحذرهم من مغبة التعاون مع من يريد ان يخرجهم من ارضهم.

بيد ان الوضع يختلف في البند الخامس، حيث نجد طائفة من السحرة يلقون لله ساجدين، ليس بدافع اقتصادي، إذ انهم قد وُعدوا الاجر لو كانوا الغالبين، وسجودهم لله دون فرعون يضرب مصلحتهم هذه، كما لم يكن ذلك بدافع طبقي، إذ المفروض انهم من الطبقة المستغِلة وانهم كانوا سيصبحون من المقربين، بل بدافع الوعي الرسالي الذي يطلق عقولهم فيؤمنون بالله، ويضحون في سبيله. وبتضحيتهم تبدأ نهاية فرعون.

من هنا نعرف ان الحركات الاجتماعية في التاريخ لا تتبع خطاً واحداً .. بل خطين متوازيين، وقد يلتقيان ساعة يهدفان حقيقة واحدة، ولكن سرعان ما يفترقان بطبيعة الفرق بين الغايات البعيدة التي تنشدانها.

فواحد من الخطين يبدأ من الجانب السلبي في الانسان، حيث المصالح المتقاربة، وحيث دورية الاستغلال، بينما ينشأ الخط الثاني من‌

اسم الکتاب : بحوث في القرآن الحكيم المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست