ومحور اليأس والرجاء بمعناه العام يصنع الشخصية القرآنية التي تتمتع
بالاعتدال في السلوك، والاستقامة في الرأي؛ لانه- وكما سبق- يعكس حقيقة الكون
بصورة دقيقة، فلا يغرّ بما يملك، ولا يتوانى عما يطمع، ويأسه عن المخلوق يعطيه
مناعة عنه، ورجاؤه في الخالق يزيده عملًا له، يؤمن بما يملك؛ لان كل ما يملك من
الله، ولكنه من جانب آخر لايبطر بما يملك، إذ يعلم انه امانة في يديه من غيره،
وهكذا لا تعجزه المصائب ولا تكسر عزيمته الفوادح؛ لانه يملك رجاءً قوياً بالله.