وتعالى. وفي الجنة قصور، وفيها رجال مطهرون من الغل، إخوان على سرر
متقابلين.
إن في القرآن دعوات صريحة إلى النظر في الطبيعة وكيف أن الخالق
المبدع المصور يحيي الأرض بعد موتها، ويامر أيضاً بالنظر إلى النجوم وكيف جعلها
زينة في السماء، ثم فيه الدعوة إلى النظر للذات وكيف غرست في النفس الرغبة إلى
التمتع بالزينة.
ثم يأمر الله عباده المؤمنين ان ياخذوا زينتهم عند كل مسجد، ليلقوا
إخوانهم وهم بأفضل مظهر وكذلك يحرضهم على الاقتباس من كل زينة وروعة، وينهي أولئك
الذين حرموا الطيبات على انفسهم.
" إن الله تعالى يحب الجمال والتجمل ويكره البؤس
والتباؤس" [2]
وبهذا التشريع والإرشاد يسعى الدين الإسلامي إلى جعل إحساس الإنسان
المؤمن إحساساً جمالياً، وهذا الإحساس الجمالي يوجه الأفراد والجماعات إلى صناعة
محيطهم صنعاً فذّاً جديداً. فإذا كان المحيط جميلًا رائعاً، كانت الاخلاق
والتقاليد ونوعية الالتزام متأثرة به دون انفصال. ذلك لأن من يكون مظهره جميلًا،
فمن الطبيعي أن يكون خلقه جميلًا.
وعلى هذا؛ يجدر بنا أن نوفر في أنفسنا الإحساس بالجمال؛ جمال الروح،
وجمال المادة، وجمال الذوق.