الاقتصادي والتجاري، ولكنه لم يوضح لنا صفة هذه الأموال أو طبيعة
وطريقة التجاوز عليها وهكذا الأمر بالنسبة لسائر الأصول والثوابت التي يحويها
الكتاب المجيد.
فالسر الأساس في خلود القرآن واستمراره، أنه لا يزداد مع مرور الزمن
وتبدل الأفراد والمجتمعات والحضارات إلا نضارة وتألقاً، وبهذه المعجزة القرآنية
الخالدة يكون كتاب الله خارجاً وسابقاً للدائرة الزمنية والمكانية.
إذا تلوت كتاب ربك وجدت في آياته المباركة وصفاً للجنة ما أروعه،
وصفاً تشعر فيه إثارةً جادةً في داخلك معاني الحسن والجمال والزينة وما ياخذ
العقول، ووصفاً فيه الدفع نحو حب التحول باتجاه الأفضل، حيث الجنة في الآخرة
ورضوان الله الأكبر.
فأنت تستطيع الاقتراب من الجنة وأنت تعيش في الدنيا؛ بمعنى أنك قادر
على صناعة الجنة بيديك. فالجنة فيها أنهار تجري، فلا بأس بأن تفكر بأن يجري نهر في
بيتك فالماء الرقراق يثير فيك الجمال والزينة والروعة وحب الله سبحانه