responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 46

ولو بسورة تضاهي سوره، علماً أن في كتاب الله سوراً قصيرةً قد لا يزيد بعضها على سطر واحد فقط؟! فما هو سرّ الإعجاز القرآني؟ وما هو سر التحدي الذي أعلنه نبي الإسلام صلى الله عليه وآله للبشرية عبر العصور جميعاً؟!

إن السر وراء ذلك يكمن في الحقائق التالية

اولًا: أن القرآن الكريم كتاب علم ومعرفة. فالقرآن لا يقول إلّا حقاً، ولا يقول إلّا صدقاً؛ فكل كلمة فيه صادقة و (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد

) [1]

فلم يرى الناس حقيقية تأريخية سابقة أو لاحقة تكذب كتاب الله المجيد، وليس هناك قضية قرآنية واحدة من شأن الزمن أن يغيرها. فالحديث عن النجوم والطبيعة والإنسان والزمن وغير ذلك يؤكد علم القرآن وصدقه وحقانيته. ولا غرابة في ذلك أبداً، إذ الحديث هو حديث خالق النجوم والطبيعة والإنسان والزمن. وحديث الخالق حديث خلّاق بدوره، حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحول إلى حديث عتيق، فيستقر في مستودعات المتاحف كما كان ذلك مصير أحاديث البشر وكتبهم فالقرآن يبقى بين الإنسانية، لا يحدثها بشي‌ء إلّا وصدّقته تجاربها، فانحنت إليه بالتسليم والتصديق.

وكان من الطبيعي ايضاً ان يعلو علم القرآن وكنوزه على جهل الجاهلية وفقرها، إذ العلم نور والجهل ظلام، ومن شأن النور أن يطرد الظلام، مما أدى الى انصياع الجاهليين لعلم القرآن وجهاد الرسول في مدة زمنية قصيرة جداً.


[1] فصلت/ 42.

اسم الکتاب : في رحاب القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست