فمن أراد معرفة الحياة والطبيعة، يجدر به أن يقرأ القرآن ويستضيء
به.
أما الذين يقرؤون القرآن وراء الأبواب المغلقة، دونما ينظرون إلى ما
يحيط بهم، فإنهم عاجزون عن الاستفادة من هذا القرآن.
والذين يخوضون في الطبيعة والحياة لمعرفتها وفهمها من دون كتاب وهدىً
ودليل وبصيرة قرآنية، فهم بدورهم لن يعرفوها.
إنما يعرف الحياة من يقرأها ويمارسها ويعايشها ضمن كتاب الله الذي لا
يضل ولا ينسى، كتاب فيه تفصيل كل شيء بما للكلمة من معنىً.
فإذا أراد الإنسان أن يعيش في الحياة بنور، فليستنر بالقرآن، ولينظر
ما هو قائل له، فإن فيه الشرح الوافي لطبيعة الإنسان والمجتمع وتطورات الحياة،
وفيه الإجابات الوافية عن نواميس الكون والهدف من خلقته، وفيه أيضاً الإجابة عن
السر وراء تطورات الأمم والحضارات وعلل دمارها .. كل ذلك يجده الإنسان في القرآن،
وما عليه- والحال هذه- إلا أن يطبق الآيات تطبيقاً صحيحاً على الطبيعة.
ولا يغيب عنا أن القرآن كما الشمس إن تشرق على كل يوم جديد. لذا نجد
إن القرآن لم ينزل على إنسان دون غيره، أو أمة دون سواها، بل أنزله الله للبشرية
كافة، وهو يجري فيمن يأتي كما جرى فيمن مضى.
فلنقرأ القرآن ولنطّبق آياته على أنفسنا وعلى الناس والحوادث
والمشاكل والحالات النفسية، حتى نعرف القرآن بشكل أفضل، وحتى نعرف الحياة بصورة
أدق.