إن التعب في مقياس الحرب يعني الهزيمة، والهزيمة بدورها تعني فقدان المحارب لكل وسائل الدفاع والهجوم التي يمتلكها.

وعندما يشتد وطيس المعركة بين الرساليين وأعدائهم، فإنهم مدعوون إلى انتظار الفرج الإلهي، ففي معركة الأحزاب مثلًا التي تعتبر من أقسى الحروب التي خاضها رسول الله (ص) إجتمع حلفاء قريش للقضاء على القوة الإسلامية بشكل مبرمج، ولكن ضربة الإمام علي (ع) لعمرو بن ود العامري غيَّرت ميزان القوى لصالح الدعوة الإسلامية، وهذا ما يفسِّر لنا قول النبي (ص)

«ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين»

. وهكذا فإن الهدف من الابتلاءات والاختبارات الصعبة التي واجهتها الثلة المؤمنة في هذه الغزوة يتمثل في معرفة حقائق الرجال، ولكي يتخذ المؤمنون الرسول (ص) قدوة واسوة، خصوصاً وأنهم قد يواجهون ظروفاً مشابهة للظروف التي عاشها رسول الله (ص).

2 دراسة التجارب الجهادية واستيعابها

تقول الآية الكريمة: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً] [1]، ولعل في هذه الآية إشارة واضحة إلى ضرورة دراسة حياة النبي (ص) المقرونة بالملاحم البطولية التي كانت في عهده (ص)، والأمر بالذكر في الآيات‌