الشروط الغيبية لفهم القرآن‌

مما لا شك فيه إن التوكل على الله عزّ وجلّ والثقة به من شأنهما أن يفتحا عقل الإنسان، فبالتوكل تزداد الثقة بالذات، ويستطيع الإنسان أن يُبعد عن ذاته العقد النفسية التي تمنعه عن التفكير المركَّز، ويزيل من نفسه حالة ضيق النظر ومحدودية الرؤية التي تمنع هي الأخرى الإنسان من التفكير السليم.

الآثار المادية للإيمان بالله‌

وهذه هي الآثار المادية للإيمان بالله والتوكل عليه، وهي التي يشير إليها القرآن الكريم في بعض الآيات وخصوصاً في سورة الانشراح، حيث يقول تعالى: [أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ‌]، فشرح الصدر يعني رؤية المستقبل البعيد، والآفاق البعيدة، وعدم الانحسار في بوتقة خاصة، وفي سجن من إطارات محدودة وضيقة، فالمؤمن يتمتع بحالة (إنشراح الصدر)، ووضوح وبعد الرؤية، وقد وصف أحد الأصحاب الخلّص الإمام علياً (ع)، بأنه كان «بعيد المدى» [1]؛ أي أنه‌