بين هذه الاحتمالات أو المعنى المشترك بينها، لكي يكون هذا المعنى المشترك هو المعنى الحقيقي للآية الكريمة.

وبالنسبة إلى الاحتمالات التي طرحناها بشأن تعيين مصاديق أو مصداق قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...] فإننا نستطيع أن نقول إن هذه الآية تنطبق على جميع الاحتمالات التي ذكرناها، فجميع الأشخاص الذين سبقت الإشارة إليهم كانوا يشتركون في صفة واحدة هي التي جعلت الآية تنطبق عليهم، ألا وهي صفة الإيمان.

معان واحتمالات دقيقة

ومع ذلك فإن هناك معاني دقيقة قد لا تكون واضحة بالنسبة لنا إلّا من خلال التفكير المستمر والمتواصل، وعلى سبيل المثال ما هو القاسم المشترك بين الأرض والفراش؟ لا شك إنه صفة التسطيح، فكل واحد منهما مسطح، كما أن هناك إحتمالات أخرى يمكننا أن نطرحها كأن نقول إن المعنى المشترك هو (التمهيد) أو (الراحة) ..، فكلما ازدادت الاحتمالات حاولنا أن نكتشف المعنى الواحد الذي يجمع بين هذه الاحتمالات المختلفة.

وعلى هذا فإن الاحتمالات المختلفة قد لا تتعارض، وقد تتعارض في مرحلة من المراحل، فعلينا في هذه الحالة أن نبحث عن الاحتمال الأقرب إلى الآية الكريمة، فالبعض من تلك الاحتمالات قد يكون منشؤها التعصبات المذهبية والسياسية التي ظهرت في مرحلة من المراحل التأريخية ثم‌