responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القرآن حكمة الحياة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 170

لوحده في ميدان الجهاد مطلقين شعار «ما لنا والدخول بين السلاطين»، هؤلاء الذين تركوا الحق ونصرة أهله، ترى هل سلموا على أنفسهم من السلاطين؟ كلّا، بل هم أنفسهم الذين تشكل منهم جيش ابن زياد، وخرجوا لقتال الحسين (ع)، فصدق قول أميرالمؤمنين (ع) فيهم

«من لا ينفعه الحق يضرّه الباطل»

، حيث قُتل الكثير منهم على يد أبطال كربلاء، وحسبما تذكر لنا بعض الروايات فإنّ ما من بيت من بيوت الكوفة إلّا ودخله العزاء.

أما الذين قُتلوا في معسكر أبي عبدالله الحسين (ع)، فقد قُتلوا بعزة وشرف وإباء، وعلى بصيرة من أمرهم، بعد أن أبلوا في قتالهم وجهادهم بين يدي الحسين (ع) بلاء حسناً، وثأروا لدينهم، فأصبحوا مُخلَّدين في قلب التأريخ، وأضحت قبورهم مزار وملاذ الناس.

وهكذا فإن الاستقامة والصبر والثبات وغيرها من الصفات الرسالية التي كان يتصف بها الأنبياء، والأوصياء، وأصحابهم تُمثِّل أهم الخصائص التي يجب التحلي بها عند الشدائد والملمّات والفتن والمصائب، فيجب إذن أن نتمعن في التأريخ، ونتأمل تلك الصراعات؛ كيف كانت، وإلى أين آل بها الأمر، ثم كيف انتهت بانتصار الأتقياء والمؤمنين والصالحين، وكيف نالوا خير الجزاء وعظيمه؟ فإن استلهام العبر من التأريخ ينفعنا في بناء المستقبل المشرق الزاهر.

اسم الکتاب : القرآن حكمة الحياة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست