لمجرد أبسط تعثّر أو غفلة، وخاصة إذا كان هذا الطريق جبلياً، فالسقوط
من حافة الطريق في هذه الحالة يعني الوقوع في الهاوية والموت المحتّم، وفي هذا
المجال يقول تعالى: [وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى
حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ
انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةَ]
[1].
إنّ مثل هذا الإنسان يعيش ضمن اطر ضيّقة، وتفكير ساذج بسيط، وهو أشبه
بالطفل منه بالرجل، في حين إنّ ذلك الإنسان الواعي المدرك، والعارف المتدبر في
شؤونه، وفي آيات الله عزّ وجلّ حين يتلوها، فإنه يكون ثابتاً مستقراً مطمئناً كما
يقول الإمام الباقر عليه السلام: «المؤمن أصلب من الجبل، تُستقلّ منه والمؤمن لا
يُستقلّ من دينه شيء» [2]، وصدق
الإمام في مقولته هذه؛ فإنك تستطيع بمعولك أن تُنقص من الجبل باقتلاع صخوره، وتعمل
على هدمه بمرور الزمن، ولكن المؤمن الحقيقي صاحب الإرادة الصلبة لا يتزعزع، ولا
ينقص منه، ولا يعرف الجزع، فكم صمد المؤمنون المجاهدون رغم ما تعرّضوا له من ألوان
العذاب التي لا تُطاق كي تُنتزَع منهم كلمة كفر واحدة، ولكنهم أبوا حتى آخر رمق من
حياتهم.
وليس هناك عذاب أشد من ذلك الذي تعرّض له مؤمن آل فرعون الذي كان
وزيراً للطاغية فرعون، فقد كان هذا الإنسان المؤمن على اتصال وعلاقة رسالية وثيقة
مع موسى