responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القرآن حكمة الحياة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 137

إستقلالية العلماء، واستقامتهم، وعدم رضوخهم لأهواء الحكام.

الظلم إفراز المجتمعات الفاسدة

ثم يستأنف السياق القرآني الكريم قائلًا: [إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ إِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ‌] [1]، وهذه الآية تكشف لنا عن حقيقة هامة جداً لو تعمّقنا فيها لردعتنا عن تأييد الظالمين أياً كانوا، وهذه الحقيقة تتكشف لنا عبر البُعدين التاليين

1 إنّ القرآن الكريم يكشف عن أن للظالمين حزباً، وبذلك فإن أي إنسان ينتمي إلى هذا الحزب سيتحمل كل الوزر الذي يُرتكب في هذا التجمع، فالذي يسكت عن الظالم أو يؤيده فلابد أن يُدخله الله سبحانه مدخله شاء أم أبى.

2 إنّ الظالمين يتحول بعضهم إلى أولياء للبعض الآخر، وهذا يعني إن التجمع الظالم سوف يُقاد من قبل الظالم الأكثر ظلماً، ثم يستمر الظلم بالنزول من كل طبقة إلى الطبقة التي دونها حتى يصبح كل عنصر من عناصر هذا الحزب ظالماً لمن دونه، ومظلوماً مِنْ قِبَل مَنْ فوقه.

ولذلك لابد أن نعرف إنّ الحكم الظالم، والسلطة الفاسدة ما هما إلّا إفراز للمجتمع الفاسد، وإن سكوتنا، وتراجعنا، واختلافنا مع الآخرين على قضايا تافهة،


[1] - سورة الجاثية/ 19.

اسم الکتاب : القرآن حكمة الحياة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست