عندما يحدثنا القرآن عن قصص الأمم السابقة فإنّه يبينها كحقائق عامة،
وأفكار شاملة، فكيف أحوِّل هذه الحقائق والأفكار العامة والشاملة إلى قضية تهمني،
وتتصل بي بشكل مباشر؟ وبتعبير آخر: كيف أجعل الآية القرآنية تعنيني وتقصدني لكي
أنتفع بها؟
، وهي قواعد عامة أطبقها فيما يخصني، فعلى سبيل المثال: إذا جُرحت
يدي ووضعتُ عليها مادة عازلة فماذا أصنع في هذه الحالة إن أردت الوضوء؟ هنا أعود
إلى القاعدة العامة فأطبقها على وضعي الخاص فأمسح على المادة العازلة لأن الأصل أن
الله تعالى لم يجعل علينا في الدين من حرج، وهكذا عليَّ أن أحوِّل القانون العام
إلى حقيقة خاصة؛ أي أن أبحث له عن مصداق يتصل بي.
وهكذا الحال بالنسبة إلى السنن الإلهية في القرآن الكريم كسُنَّة
التكذيب بعد الإنذار، فإذا كان الإنذار واضحاً وجاء التكذيب بعده صريحاً فإنّ
العذاب واقع لا محالة، كما حدث بالنسبة إلى قوم ثمود حيث بعث الله تعالى لهم
الناقة مبصرة فلما كذّبوا بها وعقروها نزل عليهم العذاب، لأنّ الله أتم الحجة
عليهم؛ أي إن الحجة
[1] - وسائل الشيعة، ج 12، كتاب التجارة، أبواب الخيار، الباب 17،
ح 3، ص 364.