responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القرآن حكمة الحياة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 102

والصبر يأتي بعد الجهاد، وستكون لنا وقفة طويلة عند هذين الهدفين الأساسيين في حياة الإنسان المؤمن.

إن الإنسان ليس بالمظهر، أو الجسم الضخم، أو العناوين الجذابة، والأسماء البراقة، ولا بالشعارات، والملابس، والمراكز، بل إن الإنسان بعمله، وجهاده، وصبره في ساعة المحنة لتظهر حقيقته، ويتجلى باطنه، كما يشير إلى ذلك تعالى في قوله: [وَ نَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ‌].

وبالطبع فإن الحقيقة معروفة سلفاً لله عزّ وجلّ، ولكن رحمته تأبى أن يأخذ الإنسان بما يعلمه سبحانه، بل بما يعمله، وتكسبه يداه.

وبعد أن يذكر تعالى إنّ المؤمنين يجب أن يثبتوا صفتي الجهاد والصبر في أنفسهم بعد أن تظهر أخبارهم، وأنهم من المعدن الأصيل، بعد ذلك يحذِّر الله تعالى الكفار قائلًا: [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَ شَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ‌].

فهؤلاء الكفار لا يستطيعون التأثير في المسيرة، نعم من الممكن أن يقتلوا مجموعة من المؤمنين، وقد يهزمونهم في معركة، وقد يستطيعون أن يكوّنوا لباطلهم جولة بسيطة ولكن المسيرة الإلهية مستمرة، والإنسان المؤمن الذي يذوب في هذه المسيرة، وفي هدفه، والذي لا يأبه بنفسه بل يهتم برسالته، لابد أن يكون مطمئن البال أن هدفه سيتحقق، ولأن مسيرته ستستمر، ولأن هذا الهدف، وهذه المسيرة ستنتهيان إلى الله تعالى وبما أن أعمال أولئك‌

اسم الکتاب : القرآن حكمة الحياة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست