responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 99

فقال له: ماذا تقول؟. وماذا سيكون موقفك لو جئتك بشي‌ء مبين؛ أي غاية في الوضوح والاستدلال؟. لا سيما وأن موسى (ع) كان يعلم أن هذا الشي‌ء ليس من صنع نفسه، وإنَّما عائد أمره إلى الله عزَّ وجلَّ بصورة تامة.

إن أحد أهم الفروق بين الفراعنة والأنبياء، هو أن الفراعنة يدعون إلى أنفسهم، بينما الأنبياء يدعون إلى الله، ويريدون وجهه عزَّ وجلّ.

كما إن استخدام الآيات المعجزة تأتي في ظروف خاصة، وليست هي قواعد ثابتة؛ وذلك لأن الدنيا دار بلاء وامتحان، ولهذا الامتحان صور وأشكال عديدة.

ولعل المعجزة آخر صورة من صور الامتحان الإلهي لعباده، مع أن الامتحان بوسيلة المعجزة له خصوصياته وعواقبه، ومن هذه العواقب- كما استقرأ لنا القرآن المجيد ذلك- أن الناس- الذين تظهر لهم الآيات وتجري بين أيديهم المعاجز- لا يُنظرون مديداً من الوقت، ولا يُمهلون طويلًا، فإن لم يُؤمنوا أخذهم العذاب.

ولعله لذلك فإن الله سبحانه- وبرحمته الواسعة- لا يُظهر الآيات المبصرة أو المعاجز إلَّا في حالات نادرة.

ولهذا، جعل نبي الله موسى (ع)، استخدام المعجزة آخر الخيارات فيما يتعلَّق بالتعامل مع فرعون، بل إنه ما كشف لفرعون قدرته على استخدام المعجزة إلَّا بعد أن هدَّده، وكأنَّه طلب منه إظهار شي‌ء جديد غير الاستدلال اللفظي، وأكثر من ذلك.

لقد صبر النبي موسى (ع)، أمداً أبعد من ذلك، حينما رضي بأن يُلقى وأخوه هارون في السجن إلى حين مجي‌ء السحرة إلى ساحة

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست