responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 567

الصفة الرابعة

- وَ انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا

وهؤلاء على الضدِّ من أولئك المثقفين الذين يكتفون بالكلام عن العمل، فهم لا يُرتِّبون على أقوالهم غير التفرُّج على الواقع، والانتصار للحق بالكلام، والتنفيس عن غضبهم بالحديث الفارغ.

كلَّا؛ إنهم يُطبِّقون ما يقولون. لماذا؟.

لأنه مجرَّد أن يأمر الإنسان غيره بالمعروف لا يسقط عنه العمل به، بل العكس هو الصحيح تماماً؛ إذ مَنْ يأمر الناس بالمعروف، عليه أن يبدأ من نفسه أولًا.

وهكذا هو شأن الأنبياء والأئمة والعلماء الربانيين، كانوا قبل أن يتحدَّثوا إلى الناس قد بدؤوا بأنفسهم.

والمعروف إنّ أسمى درجات العمل هو الجهاد في سبيل الله، وحيث يُورد الله قضية الانتصار من بعد التعرُّض للظلم، فيعني أن هؤلاء المستثنَين قد استخدموا أقلامهم وألسنتهم وثقافتهم لمقاومة الظالمين ودحضهم، والانتصار للمظلوم. بلى؛ إنهم كانوا يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويُجاهدون في سبيل الله.

والجهاد يتبيّن عند التحدِّي، حين يتقارع المظلوم والظالم. والمثقف الحقيقي هو الذي يجعل كلمته سلاحاً فعَّالًا في مواجهة الظالمين.

ولا ريب في أن هذه صفات عظيمة؛ فليس من السهل أن يكون الشاعر الرسالي ملازماً للمظلوم، هاجراً للظالم، مقارعاً إياه. ولكن‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 567
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست