responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 545

نفسه، بل يدعوهم إلى ربِّهم سبحانه، وإلى الحقائق التي تُوحى إليه.

إنّ هذه الحقيقة قيمة أساسية، ومعيار مهم جدًّا لمعرفة الإنسان الصادق من غيره، إذ لا يُمكن أن يَدَّعي كل مدعٍ فَيُصدّق مباشرة، وإنما المرء عند الامتحان يُكرم أو يُهان. قال الله تبارك وتعالى ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنّاسِ كُونُوا عِبادًا لي مِنْ دُونِ اللّهِ وَ لكِنْ كُونُوا رَبّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَ بِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ‌ [1].

وحيث تبدأ ساعة الحسم

- فَإِنْ عَصَوْكَ‌

فإذا أقام الرسول تعاليم السماء تجاه نفسه وتجاه أتباعه من المؤمنين، ثم قُوبل بالعصيان؛ أي النقطة المقابلة تماماً للطاعة التي أُمروا بها لله وللرسول. لقد توالى الأنبياء والمرسلون على أقوامهم بالقول فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَطيعُونِ‌ [2].

وهكذا كان على الناس أن يمتثلوا لهذين الأمرين، فإذا لم يمتثلوا لهما، فإن على الرسول والداعية إلى الله أن يُظهر جوهر رسالته أكثر من أي وقت مضى

- فَقُلْ إِنّي بَري‌ءٌ مِمّا تَعْمَلُونَ‌

فهنا يأتي دور التحدِّي لهم من جانب الرسول، ليتَّضح لهم مدى التفاوت بين منهجهم وفكرهم ومسلكهم، وبين الشخصية الرسالية السامية للنبي والداعية، حيث لا ينساق وراء البيئة السلبية التي صدر منها هذا العصيان.


[1] سورة آل عمران، آية: 79.

[2] سورة الشعراء، آية: 108، و 110، و 126، و 131، و .. و ..

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 545
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست