responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 414

أنه لا يَسأل الناس أجراً على رسالته، وإنما مُهمته أن يُبلِّغ ما أُنزل إليه من ربِّه فحسب، بما يتضمَّن هذا الإبلاغ من صفات ومقومات، كأن يكون خير قدوة لقومه.

والأجر المُحرَّم على الرسول يكون بشكل أو بآخر، كأن يطلب منهم مالًا، أو نساءً، أو جاهاً. إذ يفترض فيه أن يكون مجرَّداً عن الماديات، والذاتيات. وهو إذا طلب منهم شيئاً، فهو ليس بصورة أجر، وإنما بصورة عمل يصبُّ في صالحهم الدنيوي والأخروي.

فإذا أمرهم النبي أن يُصلُّوا خلفه، مثلًا، فذلك لتتم صلاتهم بصلاته. وإذا سألهم المودَّة في قرباه، فذلك لضمان سلامة دينهم وعقيدتهم، ولضمان قبول أعمالهم، بل ولضمان بقاء اتِّصالهم بمصدر الحق. وقد أمر الله تعالى نبيَّه الأكرم (ص) أن يقول لأتباعه الصادقين قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلّا عَلَى اللّهِ وَ هُوَ عَلى كُلِ شَيْ‌ءٍ شَهيدٌ [1].

والرسول الأعظم، لم يسأل أتباعه إلَّا المودة في القربى. فالمودة إنما هي مصلحتهم وصالحهم، والمودة بمعنى الحب المتواصل والدائم لأهل البيت عليهم السلام بناء على عصمتهم الدائمة. والعصمة تستوجب الطاعة، فتكون الطاعة لأهل البيت من مصلحة المؤمنين.

وهذه الحقيقة لا تعني أن النبي لا يعمل لأجر، أو كونه مستغنياً عن الأجر. بل تدل على أنه يُريد أجراً من عند الله تبارك وتعالى؛ لأن مهمته مهمة عبادية. والمرء لا يطلب أجراً دنيويًّا على ممارسته للعبادة، وهذه من الأسس الإيمانية التي ينبغي للفرد المؤمن أن يعمل على تقويتها ما دام حيًّا. وما هذا التكرار في هذه الآية وما سبقها فيما يتعلَّق‌


[1] سورة سبأ، آية: 47.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 414
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست