responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 329

بلى؛ إن تشييد المصانع ليس بالأمر السيئ، بل هو أمر حسن ومقبول، ولكن شريطة أن يكون الهدف منه هدفاً مقبولًا. أما إذا كان من أجل تحدِّي الحياة، فهذا ما يُعدُّ تضييعاً للإمكانات والطاقات، كما تفعل القوى الدولية الكبرى في العصر الراهن، إذ تُجنِّد كل طاقاتها لصناعة الأسلحة، فتبتلع الجهود، وتُضيِّع حقوق البشر، ويتضاعف عدد المستضعفين والفقراء في الأرض، وذلك يعتبر تحدِّياً لإرادة الله عزَّ وجلّ، فإن الربَّ سبحانه لم يخلق البشر ليلبثوا في الأرض إلى الأبد.

وعلى هذا، فإن المصنع المذكور في الآية، له أن يأخذ أنواعاً مُتعدِّدة وأشكالًا متفاوتة. والمهم في الأمر أن مصانع عاد كانت تُتَّخذ- غباءً وغروراً- لمصارعة عامل الزمن الذي أراد له الله تعالى أن يكون بقاؤه بقاءً مؤقَّتاً إلى حين.

وكلمة أخيرة: بالرغم من اختلاف المفسرين في معنى كلمة المصانع، إلَّا أن الواضح أنّ عاداً كانت قد تطوَّرت في تغيير المواد لمصلحة وسائل عيشهم (ولعل هذا هو المعنى اللغوي للكلمة).

وسواءً كانت تلك الوسيلة مواد البناء التي كانت تُصنع في تلك المصانع (مثل نحت الأحجار) أو كانت مواد لبناء حياض لتجميع المياه وحفظها، أو أمتعة البيت (مثل السكاكين والظروف) .. فإن الهدف الأساس لاتخاذ المصنع هو السعي نحو الخلود ودرء خطر الموت.

والله العالم.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست