responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 225

تبدأ وتنتهي بنقطة الاتصال الوثيق بربِّ الرحمة والنعمة اللامتناهيتين.

وإنما طلبه إلى ربِّ العزَّة بأن يهب له حكماً، جواب لسؤال قد يطرحه عليه قومه الذين كان قد قال لهم من قبل في إطار اعتراضه على عكوفهم على عبادة الأصنام هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ‌؟ [1].

إذ لعلهم يُسائلونه بالقول: فَمَنْ أو ما هو إلهك؟.

فكان أن أجابهم النبي إبراهيم (ع) بدعائه هذا، حيث اختزل في ردّه أعلى وأسمى طموح وتطلُّع يمكن أن تشرئبَّ عنق الانسان إليه، وهو أن يُمنح صلاحية الحكم بين الناس، فيكون حاكماً فيهم وعليهم، لينشر العدل والصلاح، ويُعلي كلمة الله بينهم.

وهذا هو الحكم الإلهي، دون الحكم الظالم المُتجبِّر المتوسِّل بالقمع والإرهاب والمكر.

ولكن الحكم الذي طلبه إبراهيم الخليل، حكم يتَّصف بالعصمة، والعلم، والأخلاق الفاضلة. حكم لا يتسنّمه الشخص، وفي الناس من هو أصلح، وأعلم، وأكفأ، منه.

بلى؛ إنّ الحكم ينبغي أن يصدر عن الربِّ المتعال، ويسير ضمن هداه وينتهي إلى غايته. فهو- إذن- محصول الطريقة الإلهية المعهودة- منذ البدء وحتى المنتهى- إلى الأنبياء وأوصيائهم عليهم السلام، وليس بالطريقة البشرية المشوبة بحب الرئاسة، والتكبُّر، والقمع.

وإنما طلب النبي إبراهيم (ع) هذا الطلب من ربِّه المتعال، لعلمه المسبق بأنه جلَّ وعلا يُهيِّئ له في داخله وسائل الحكم، ويُزوّده بالقدرة على القضاء الصحيح، انطلاقاً من الإخلاص، ونزاهة القلب‌


[1] سورة الشعراء، آية: 72.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست