responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 125

تفصيل القول‌

من قصة مطالبة السحرة فرعون بأجر إن هم تغلَّبوا على موسى (ع)، من هذه القصة تتأكَّد الأخبار التي روت سياسة هذا الطاغية، القاضية بتكريس الطبقية في المجتمع المصري؛ هذه السياسة الظالمة المقيتة التي تشرذم كل مجتمع استشرت فيه.

وتبدو هذه السياسة مكراً كُبّاراً يمكره الطغاة. لماذا؟.

لأنهم بذلك يُشركون في ظلمهم صغار الطغاة، كطبقة القصر، وطبقة العسكر، ثم طبقة الحرفيين والصُّنَّاع، ثم طبقة الفلاحين وأهل الري، ثم طبقة العبيد، وهم أشدُّ الناس استضعافاً.

وطبعاً سوف يكون لكل طبقة من هذه الطبقات درجات مختلفة، والناس يقعون وفق هذا التقسيم في صراع مرير فيما بينهم يستغلُّه فرعون- وكل طاغية- أبشعَ استغلال.

ومن المؤسف جدًّا، هو أن جماعة من الفلاسفة كانوا يُنظِّرون لهذه السياسة المجحفة بحقِّ معظم أفراد المجتمع.

وكان من إفرازات هذه الحالة الطبقية أن فرعون وملأه كانوا يستغلون الناس تحت طائلة هذه السياسة، وضمن مبررات ثقافتها المستشرية في الوسط المصري العام؛ مما نُسمِّيه اليوم ب- (ظاهرة السُّخرة). ولذلك؛ عدّ القرآن المجيد مجرَّد مطالبة السحرة فرعون أجراً مُعيَّناً قضية جديرة بالذكر والالتفات، حيث كان من الممكن أن يستغلَّ الطاغية شعبه بلا أي ثمن.

ويبدو أن العلة في قتل موسى (ع)، لذلك القبطي أنه كان‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست