لما كان عرش فرعون قائماً على الطغيان والتضليل، فإنه لدى دعوته
الناس للاجتماع إلى السحرة الذين تقرَّر أن يتحدَّوا نبي الله موسى (ع) وعدم إجبار
الناس على الحضور في ظاهر الأمر- إلا أنه في الحقيقة- لم يتح أمامهم حرية
الاختيار. فهو لم يطرح سوى احتمال واحد لنهاية المواجهة بين السحرة وموسى (ع)، وهو
اتِّباع السحرة إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبينَ. ولم تحتمل
ميوله الشيطانية مجرَّد تخيُّل فوز وغلبة نبي الله موسى (ع). ناهيك عن السماح
باتِّباع موسى (ع) إن كان هو الغالب.
وهذا الواقع يُشبه ما يُطلق عليه في الوقت الحاضر بالاستفتاء على
تأييد الرئيس الحاكم دون تواجد منافس له في الرئاسة، إذ لا
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 121