responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 112

ولكن لماذا؟. هل ليُسكن الإسرائيليين في مصر بدلًا عنهم، أم ليُبقي أرض مصر فارغة من السكّان؟.

لم يجد فرعون إجابات شافية لهذه التساؤلات، لاسيما وأنه على علم مسبق بأنه سيفشل سلفاً مهما أجاب. فموسى أساساً طالبه- في أول المواجهة- بتحرير بني إسرائيل، وإرسالهم معه ليُهاجر بهم إلى أرض الله الواسعة، إذ لا معنى لاستعبادهم، ولا مجال لبقائهم في مصر في ظل العنصرية المقيتة التي بلغت أقصى حدودها تحت ظل النظام السياسي الحاكم آنذاك.

بلى؛ إن غاية فرعون من اتِّهامه الجديد لموسى (ع)- وهو من جملة تخبطاته المتوالية التي فضحت السلطة الفرعونية، وأماطت اللثام عن خوائه العريض- أن يُحوِّل دفة المواجهة الحامية بينه وبين هذا النبي الحكيم، إلى مواجهة بين النبي موسى والناس، ليجعلهم أعداء له، وكأن دعوة موسى (ع) موجَّهة إليهم دون السلطة ورمزها الحاكم .. في حين أن رسالة موسى وهارون عليهما السلام، كانت موجَّهة- بالدرجة الأولى- إلى فرعون نفسه، وذلك حيث أمرهم الله تعالى بقوله العزيز اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى‌ [1].

وهذا الاتهام إنما يُجسِّد حلقة من حلقات الاحتيال الفكري والإعلامي الذي تعتمده دوائر السلطة والطغيان ضدَّ رافعي راية الهدى من جهة، وضدَّ الرأي الاجتماعي العام. لتحويل أفراده إلى مجرد ضحايا يومية، دورها الحفاظ على سلامة السلطة والسلطان .. وإن عملية غسل الأدمغة من شأنها تخطئة الصحيح وتصحيح الخطأ؛ أي تصوير المنكر معروفاً والمعروف منكراً ... وإلى هنا؛ تمكَّن فرعون من‌


[1] سورة طه، آية: 43- 44.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست