حينما تتماثل صور القيامة وأهوالها، وميزانها الحق، وحسابها الدقيق،
وجزاؤها العادل والعظيم، تتماثل كل تلك الصور والمشاهد في القلب، ويتحسس الإنسان
حينئذ المسؤولية التي تحيط بحياته إحاطة السوار بالمعصم، ويتجلى ذلك الإحساس عنده
في إنصاف الناس من نفسه، ويكون الحق الميزان المستقيم بينهم وبينه، لا الأثرة
والشح، والتطفيف.
ويبدو أن ذلك هو إطار هذه السورة التي جبهت المطففين بنذير الويل في
يوم البعث- الذي لا يتصورونه- ذلك اليوم العظيم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين،
ولو أنهم ظنوا ذلك وعرفوا أن حسابات أعمالهم مسجلة في كتاب مرقوم لارتدعوا ولكن لا
يرتدعون.