تنساب فاتحة السورة في بيان أشراط الساعة حيث تنهار أنظمة الخليقة،
فإذا بالسماء تنفطر، والكواكب تنتثر، والبحارتتفجر، والقبور تتبعثر ... ويكفي
القلب الواعي ذلك واعظاً ويتساءل: لماذا كل ذلك؟ فيكتشف بنور إلهي- أنه لكي
يُحاسَب الإنسان ويُجازي، وأن أول من يحاكم الفرد يومذاك نفسه، حيث تعلم ما قدمت
وأخرت من خيرٍ أو شرٍ.
ولكي تنمو شجرة التقوى في النفس فتؤتي أكلها من الصالحات، تذكِّرنا
آيات هذه السورة بالساعة وأشراطها، ثم بتضاؤل البشر أمام قدرة الخالق الذي خلقه
فسواه، ثم تبين أن سبب غرور الإنسان هو تكذيبه بالجزاء، في حين الجزاء واقع،
وأعمال الإنسان مسجلة عليه بدقة ثم يُوفّى أجوره عليها، باستضافة الأبرار في
النعيم الخالد، وسَوْق الفجار إلى الجحيم.
وينذر القرآن في الختام بيوم الدين؛ حيث لا تملك نفس لنفس شيئاً،
وإنما الأمر يومئذٍ لله الحكم العدل الذي لا بد أن نتقيه اليوم حق تقاته.