responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 289

لهم هذا يَوْمُ الْفَصْلِ‌ الذي طالما كذبتم واستهزأتم به، وأنتم مجموعون إلى بعضكم (أولين وآخرين) فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكيدُونِ‌ وذلك جزاء كيدهم ومحاربتهم لله ولأوليائه في الدنيا، فالويل لهم من ذلك الموقف وعذابه (الآيات: 38- 40).

ويبين القرآن سبيل النجاة من مصير المكذبين السي‌ء، ألا وهو تقوى الله، وهذا البيان يملأ قلوب المتقين أملًا في رحمة الله، واطمئناناً إلى لطفه بالذات. والسورة ظلال لغضب الله ووعيده بكل آياتها ومفرداتها عدا الآيات: (41- 44) فالمتقون في مأمن من العذاب، وهم‌ في ظِلالٍ وَ عُيُونٍ (41) وَ فَواكِهَ مِمّا يَشْتَهُونَ‌ (يدعوهم ربهم إلى مائدة فضله ورحمته) كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنيئًا بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‌ وإنه لجزاء كل تقي محسن عنده تعالى (الآيات: 41- 44).

ويعود السياق موصولًا بما سبق من الوعيد للمكذبين، وهو يهددهم بالعذاب، ويحذرهم من عواقب انتهاجهم سبيل التكذيب والجريمة، مؤكداً أنهم لن يطول بهم المقام في متعهم الإجرامية حتى يقع بهم غضبه الذي لا تقوم له السماوات الأرض (الآيات: 45- 47).

وكيف لا يلحق بهم الويل والثبور وهم يتمردون على أوامر الله وأحكامه، فلا يتبعون رسله ولا يصدقون آياته‌ وَ إِذا قيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ‌!، بلى؛ سوف يلحقهم العذاب (الآيات: 48- 49).

ويختتم ربنا سورة المرسلات متسائلًا سؤال استنكار فَبِأَيِ حَديثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ‌؟، وذلك مما يؤكد القول بأن الإيمان بالآخرة وحديثها حجر الأساس في صرح الإيمان بكل المبادئ والحقائق الأخرى، وهذا ما يجعل حديثها مذكوراً على الدوام في آيات الوحي وبصورة مفصلة (الآية: 50).

اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 289
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست