responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 259

القرآن يبقى هو الميزان الثابت والفرقان الأعظم وبالخصوص في القضايا الحساسة كالموقف من زوجات سيد الرسل (ص)، فما هو موقف القرآن؟.

لقد سجلت الآيات القرآنية موقف الرسالة الإلهية في هذه القضية، ويكفينا أن نعرض هنا ما جاءت به سورة التحريم التي يبدو أنها تحدثنا فيما تحدثنا عن هذا الموضوع بوصفه خطًّا عامًّا لآياتها.

1- ففي البداية تبين أن الرسول (ص) كان يتعرض للضغط من قبل بعض أزواجه، حتى يضطر في بعض الأحيان أن يحرم على نفسه ما أحله الله له، فيضيق عليها طمعا في مرضاتهن (الآيات: 1- 2)، وهاتان الآيتان تعريض ببعض زوجات الرسول وليس به (ص).

2- إن اثنتين منهن خانتا النبي بإفشاء بعض ما أفضى إليهما من الأسرار (الآية: 3).

3- إنهن أو بعضهن كنَّ يملن عن الحق في بعض الأحيان (تصغي قلوبهن) ويمكن أن يتبن عن ذلك إلى الله، كما يمكن أن يتمادين في الميل إلى حد المظاهرة ضد الرسول (ص)، وبالتالي الوقوف ضد جبهة الحق التي مثلها الله، وأمين وحيه (جبرائيل)، وخيرة المؤمنين، والملائكة الذين ينصرون النبي (الآية: 4).

4- إن نساء النبي لسن أفضل النساء على الإطلاق، فهو لو طلقهن فقد يجد خيرا منهن بين الناس ممن جُمعت فيهن بصورة أفضل صفات الخير والفضيلة كالإسلام والإيمان والقنوت والتوبة والعبادة والسياحة، (الآية: 5).

5- ويفصل القرآن بين الزوج وزوجته في التقويم، لأن قيمة كل إنسان ما يحسنه هو لا ما يحسنه الآخرون مهما كانت الرابطة بينه وبينهم قريبة وحميمة، كما أن مقياس القبح هو ما يقوم به الفرد من السيئات لا ما يقوم به الآخرون مهما قربوا منه، إذن فالتقويم الموضوعي الدقيق لأي أحد يكون بتقويمه بوصفه فردًا منقطعًا عن أي أحد، وهذا ما يجعل زوجتي نوح ولوط مثلا للكفار فتدخلان النار لا فرق بينهما وبين سائر الناس عند الله من جهة، ومن جهة أخرى هذه الحقيقة نفسها هي التي تجعل آسية بنت مزاحم زوجة

اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست