responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 223

السهو؟ بلى؛ وفي الجانب الآخر انظر إلى المتقين الذين آمنوا بالجزاء، فتجنبوا النار وما يجرهم إليها في الدنيا، أين تراهم اليوم؟ إنهم في جنات وعيون، وكما أحسنوا في الدنيا بالعطاء تراهم اليوم يأخذون عطاءهم من ربهم.

أي عمل عظيم قاموا به فبلغوا هذه الدرجات العلى؟.

كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون تبتلًا إلى الله تعالى، وبالأسحار هم يستغفرون تطهراً من الذنوب وتطلعاً إلى المغفرة والرضوان، وقد وضعوا على أنفسهم في أموالهم حقاً مفروضاً للسائل والمحروم، غير الواجبات التي فُرِضت عليهم، إحساناً وفضلًا (الآيات: 15- 19).

أفلا يكفي ذلك باعثاً للصالحات، وداعياً إلى المكرمات؟ أفلا يكفينا سهواً وغفلة وهزلًا؟

وإذا نظرت إلى الأرض كيف مُهِّدت للحياة، وإلى النفس كيف انطوت على عالم كبير اختصرت آيات الخليقة في كل خلية منها، وإلى السماء كيف يتنزل منها رزق الله وما وعده الداعين من فضله، لعرفت أنه الحق كما أنك لاترتاب في نطقك (الآيات: 20- 23).

ويضرب القرآن مثلًا من ضيف النبي إبراهيم (ع) المكرمين، كيف بشروه بغلام عليم لأنه أطاع الله تعالى، وحملوا العذاب إلى قوم النبي لوط (ع) لأنهم كذبوه، أوليس ذلك دليلًا على أن وعد الله صادق، وأن الدين لواقع، وأن الرسالة حق لا يحتمل السهو واللهو والسخرية؟

كما أن استجابة الدعاء لامرأة إبراهيم العجوز العقيم لشاهد صدق على تدبير الله للخلق، وأن وعده لصادق عندما أمرنا بالدعاء ضمن الإجابة (الآيات: 24- 37).

و يقص السياق عاقبة فرعون الذي كذب برسالة النبي موسى (ع) الذي جاءه بسلطان مبين، فأخذه الله- وجنوده- فألقاه في اليم غير مأسوف عليه (الآيات: 38- 40)، كذلك يشير إلى قصة عاد الذين أرسل عليهم ريحاً مدمرة، وقصة ثمود الذين أخذتهم الصيحة، وقصة قوم نوح (ع) الذين لفهم الطوفان، كل أولئك الذين‌فسقوا

اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست