responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 139

الأمم الفاسدة، وكيف ينبغي أن يسير على هداهم الصالحون الذين يجاهدون الفساد، ويصبرون على الأذى، وينتظرون نصر ربهم، وهو كما يبدو موضوع هذه السورة.

من أجل تحقيق هذا الهدف التربوي المتسامي لابد أن يعرف المجاهد حقيقة الدنيا، وحكمة فتنها، وضرورتها، وأن الذين يرتكبون السيئات لا يسبقون ربهم، ويعرف أن مدة الفتنة محدودة إلى أجل مسمى، حين يلقى المجاهد ربه ليوفيه جزاءه (الآيات: 1- 7).

أما الضغوط؛ فتأتي من الوالدين اللذين قد يجاهداه على الشرك، وقد تأتي من المجتمع الفاسد الذي يريد أن يفتنه، وقدتأتي من السلطة الفاسدة التي مهما كانت فتنتها شديدة فإنها أخف من عذاب الله. (الآيات: 8- 13).

ويعود القرآن يذكرنا بقصص نوح وإبراهيم ولوط وسائر الأنبياء العظام (عليهم السلام) وكيف جاهدوا رفض الفاسدين من أممهم، وأن الله أهلك أولئك الفاسدين، ونصر عباده المخلصين. كل ذلك يذكرنا به الرب لعلنا نتخذه قدوة، ونعرف أن سنن الصراع كانت جارية عند المقربين إلى الله سبحانه، وهم الذين اختارهم الله على علم، فكيف بنا ولمّا يعلم المجاهدون منا والصابرون.

وعبر قصة النبي إبراهيم (ع) والحوار الذي جرى بينه وبين قومه المشركين يذكرنا الرب بزيف الأوثان، وأنها تعبيرعن العلاقات الاجتماعية الباطلة التي يتجلى زيفها في الآخرة، حيث أن الكفار الذين اتخذوا الأوثان محور تجمعهم يلعن بعضهم بعضاً. (الآيات: 14- 35).

ويبدو أن (الآيات: 36- 40) التي اختصرت قصص العديد من الرسل الكرام، وأوجزت القول في مصير المكذبين بهم، تبين السنن الإلهية التي جرت فيهم جميعاً- سنة الإنذار، سنة الرفض، سنة العذاب المدمر- لعلنا نعرف حقائق كبرى من خلال تلك القصص، وبالذات فيما يتصل بالجهاد في سبيل الله.

وبعدها مباشرة؛ نقرأ الآية التي سميت السورة بها، ولعلها تبين أهم بصائر السورة أو تختصر بصائرها جميعاً، وهي أن العلاقات الشركية تشبه في زيفها، وثقة أصحابها بها، واعتمادهم عليها العنكبوت التي اتخذت بيتاً، وأن أوهن البيوت لبيت العنكبوت. (الآية: 41).

اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست