لأن هذه السورة تبيّن حقائق عن الوحي، ولأن أهم ميزة للوحي هو تفريقه
بين الحق والباطل، فقد سميت ب- (الفرقان) الذي يشير إلى الآيات المحكمات في
القرآن.
والقرآن رسالة، وعظمة الرسالة تأتي أولًا من جانب مرسلها.
و (الآيات: 1- 6) من هذه السورة التي يبدو أنها تبين حقائق الوحي
وتنسف العقبات التي تعترض طريق الإيمان به، تذكرنا بمن أرسل الكتاب، وبالكتاب،
وبالرسول الذي أرسل معه
أولًا: الله هو الذي أنزل الفرقان، وهو رب السماوات
والأرض الذي أرسل الكتاب، إنه الله الذي تبارك وتعالى، أوليس خيره عميم ثابت لا
يفنى ولا يتناقص، وله وحده ملك السماوات والأرض، وهو الذي قدر كل شي ء؟.
ثانياً: ومن آمن بالله عرف رسالاته، أما من اتخذ من دونه
شركاء فسوف لا يحظى بالإيمان بالرسالة، لذلك تراهم يتهمون الرسالة بالافتراء،
ويزعمون أنها أساطير. بينما الذي يعرف الله، وأنه العليم بسر الخلق، يؤمن بالرسالة
التي تكشف جانباً من ذلك السر.