responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 71  صفحة : 404

وبين ربهم؟ فمن أراد الله أن يخرجه من ظلمة إلى نور أخرجه ثم قال: ولا عليك إن آنست من أحد خيرا أن تنبذ إليه الشئ نبذا، قلت: أخبرني عن قول الله عز وجل: " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " قال: من حرق أو غرق، ثم سكت ثم قال: تأويلها الأعظم إن دعاها فاستجابت له [1].
بيان: قوله " كنت على حال " كأنه كان قبل أن ينهاه عليه السلام من دعوة الناس تقية يدعو الناس، وبعد نهيه عليه السلام ترك ذلك وكان ذكر ذلك رجاء أن يأذنه فقال عليه السلام: " وما عليك " إما على النفي أي لا بأس عليك أو الاستفهام الانكاري أي أي ضرر عليك " أن تخلي " أي في أن تخلي أي اتركهم مع الله، فان الله يهديهم إذا علم أنهم قابلون لذلك " فمن أراد الله أن يخرجه " إشارة إلى قوله تعالى " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " [2] أي من ظلمة الكفر والضلال والشك إلى نور الايمان واليقين، وقيل إشارة إلى قوله سبحانه " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام " [3] والحاصل أن سعيك في ذلك إن كان للأغراض الدنيوية، فهو مضر لك، وإن كان لثواب الآخرة فالثواب في زمن التقية في ترك ذلك، وإن كان للشفقة على الخلق فلا ينفع سعيك في ذلك، فإنه إذا كان قابلا للتوفيق يوفقه الله بأي وجه كان، بدون سعيك وإلا فسعيك أيضا لا ينفع.
ثم استثنى عليه السلام صورة واحدة فقال: " ولا عليك " أي ليس عليك بأس " إن آنست " أي أبصرت وعلمت، في القاموس آنس الشئ: أبصره وعلمه وأحس به " من أحد خيرا " كأن تجده لينا غير متعصب طالبا للحق وتأمن حيلته وضرره " أن تنبذ إليه الشئ " أي ترمي وتلقي إليه شيئا من براهين دين الحق نبذا يسيرا موافقا للحكمة، بحيث إذا لم يقبل ذلك يمكنك تأويله وتوجيهه، في القاموس النبذ طرحك الشئ أمامك أو وراءك أوعام، والفعل كضرب، قوله عليه السلام " إن دعاها " لما كانت


[١] الكافي ج ٢ ص ٢١١، والآية في المائدة: ٣٢.
[٢] البقرة: ٢٥٧.
[3] الانعام: 125.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 71  صفحة : 404
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست