responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 71  صفحة : 372

الله من ثلاث جنان في ملكوت السماوات: الفردوس، وجنة عدن، وطوبى شجرة تخرج في جنة عدن غرسها ربنا بيده [1].
بيان: الجنان بالكسر جمع الجنة، وقوله " في ملكوت السماوات " إما صفة للجنان أو متعلق بأطعمه، والملكوت فعلوت من الملك، وهو العز والسلطان والمملكة وخص بملك الله تعالى فعلى الأخير الإضافة بيانية، وعلى بعض الوجوه كلمة في تعليلية، قال البيضاوي في قوله تعالى: " وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض [2] " أي ربوبيتها وملكها، وقيل عجائبها وبدائعها، والملكوت أعظم الملك، والتاء فيه للمبالغة انتهى.
والفردوس البستان الذي فيه الكروم والأشجار، وضروب من النبت، قال الفراء: هو عربي واشتقاقه من الفردسة، وهي السعة وقيل منقول إلى العربية وأصله رومي وقيل سرياني ثم سمي به جنة الفردوس، والعدن: الإقامة، يقال عدن بالمكان يعدن عدنا وعدونا من بابي ضرب وقعد إذا أقام فيه ولزم ولم يبرح، ومنه جنة عدن أي جنة إقامة، وقيل طوبى اسم للجنة مؤنث أطيب من الطيب وأصلها طيبي ضمت الطاء وأبدلت الياء بالواو، وقد يطلق على الخير، وعلى شجرة في الجنة انتهى.
وفي أكثر النسخ شجرة بدون واو العطف، وهو الظاهر ويؤيده أن في ثواب الأعمال [3] وغيره " وهي شجرة " فشجرة عطف بيان لطوبى، وقد يقال طوبى مبتدأ وشجرة خبره، وعدم ذكر الثالث من الجنان لدلالة هذه الفقرة عليها، وفي بعض النسخ بالعطف فهي عطف على ثلاث جنان وعلى التقديرين عد الشجرة جنة وجعلها جنة أخرى مع أنها نبتت من جنة عدن لأنها ليست كسائر الأشجار لعظمتها واشتمالها على جميع الثمار، وسريان أغصانها في جميع الجنان، لما ورد في الاخبار


[١] الكافي ج ٢ ص ١٩٠.
[2] الانعام: 75.
[3] راجع الرقم 101 من هذا الباب.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 71  صفحة : 372
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست