responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 356

عليك [1].
توضيح: اعلم أن الرؤية تطلق على الرؤية بالبصر وعلى الرؤية القلبية وهي كناية عن غاية الانكشاف والظهور، والمعنى الأول هنا أنسب، أي خف الله خوف من يشاهده بعينه وإن كان محالا، ويحتمل الثاني أيضا فان المخاطب لما لم يكن من أهل الرؤية القلبية ولم يرتق إلى تلك الدرجة العلية، فإنها مخصوصة بالأنبياء والأوصياء عليهم السلام قال: كأنك تراه، وهذه مرتبة عين اليقين وأعلى مراتب السالكين.
وقوله: " فإن لم تكن تراه " أي إن لم تحصل لك هذه المرتبة من الانكشاف والعيان فكن بحيث تتذكر دائما أنه يراك، وهذه مقام المراقبة كما قال تعالى:
" أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت إن الله كان عليكم رقيبا " [2] والمراقبة مراعاة القلب للرقيب واشتغاله به، والمثمر لها هو تذكر أن الله تعالى مطلع على كل نفس بما كسبت، وأنه سبحانه عالم بسرائر القلوب وخطراتها، فإذا استقر هذا العلم في القلب جذبه إلى مراقبة الله سبحانه دائما، وترك معاصيه خوفا وحياء والمواظبة على طاعته وخدمته دائما.
وقوله " وإن كنت ترى " تعليم لطريق جعل المراقبة ملكة للنفس فتصير سببا لترك المعاصي والحق أن هذه شبهة عظيمة للحكم بكفر أرباب المعاصي ولا يمكن التقصي عنها إلا بالاتكال على عفوه وكرمه سبحانه، ومن هنا يظهر أنه لا يجتمع الايمان الحقيقي مع الاصرار على المعاصي، كما مرت الإشارة إليه.
" ثم برزت له بالمعصية " أي أظهرت له المعصية أو من البراز للمقاتلة كأنك عاديته وحاربته " و " عليك " متعلق بأهون.
3 - الكافي: عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله الجعفري


[١] الكافي ج ٢ ص ٦٧.
[٢] النساء: ١.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 356
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست