responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 355

ثم ظاهر الخبر أنه لابد أن يكون العبد دائما بين الخوف والرجاء، لا يغلب أحدهما على الآخر، إذ لو رجح الرجاء لزم الامن لا في موضعه وقال تعالى: " أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " [1] ولو رجح الخوف لزم اليأس الموجب للهلاك، كما قال سبحانه: " ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " [2].
وقيل: يستحب أن يغلب في حال الصحة الخوف، فإذا انقضى الاجل يستحب أن يغلب الرجاء ليلقى الله على حالة هي أحب إليه، إذ هو سبحانه الرحمن الرحيم ويحب الرجاء.
وقيل: ثمرة الخوف الكف عن المعاصي، فعند دنو الاجل زالت تلك الثمرة، فينبغي غلبة الرجاء، وقال بعضهم: الخوف ليس من الفضائل والكمالات العقلية في النشأة الآخرة، وإنما هو من الأمور النافعة للنفس في الهرب عن المعاصي وفعل الطاعات ما دامت في دار العمل، وأما عند انقضاء الأجل والخروج من الدنيا فلا فائدة فيه، وأما الرجاء فإنه باق أبدا إلى يوم القيامة، لا ينقطع، لأنه كلما نال العبد من رحمة الله أكثر، كان ازدياد طمعه فيما عند الله أعظم وأشد، لان خزائن جوده وخيره ورحمته غير متناهية لا تبيد ولا تنقص، فثبت أن الخوف منقطع، والرجاء أبدا لا ينقطع انتهى.
والحق أن العبد ما دام في دار التكليف لابد له من الخوف والرجاء وبعد مشاهدة أمور الآخرة يغلب عليه أحدهما لا محالة بحسب ما يشاهده من أحوالها.
2 - الكافي: محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله ابن جبلة، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا إسحاق! خف الله كأنك تراه وإن كنت لا تراه فإنه يراك، وإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت وإن كنت تعلم أنه يراك ثم برزت له بالمعصية، فقد جعلته من أهون الناظرين


[١] الأعراف: ٩٩.
[٢] يوسف: ٨٧.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 355
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست