responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 231

الموت الطارئ على الحياة، أو العدم الأصلي فإنه قد يسمى موتا أيضا كما قال تعالى: " كنتم أمواتا فأحياكم " [1] وتقديمه على الأول لأنه أدعى إلى حسن العمل وأقوى في ترك الدنيا ولذاتها، وعلى الثاني ظاهر لتقدمه " ليبلوكم " أي ليعاملكم معاملة المختبر " أيكم " مفعول ثان لفعل البلوى باعتبار تضمينه معنى العلم.
ووجه التعليل أن الموت داع إلى حسن العمل، لكمال الاحتياج إليه بعده وموجب لعدم الوثوق بالدنيا ولذاتها الفانية، والحياة نعمة تقتضي الشكر ويقتدر بها على الأعمال الصالحة.
وإن أريد به العدم الأصلي فالمعنى أنه نقلكم منه وألبسكم لباس الحياة لذلك الاختبار، ولما كان اتصافنا بحسن العمل يتحقق بكثرة العمل تارة وباصابته وشدة رعاية شرائطه أخرى نفى الأول بقوله " ليس يعني أكثركم عملا " لان مجرد العمل من غير خلوصه وجودته ليس أمرا يعتد به بل هو تضييع للعمر، وأثبت الثاني بقوله " ولكن أصوبكم عملا " لان صواب العمل وجودته وخلوصه من الشوائب، ويوجب القرب منه تعالى، وله درجات متفاوتة يتفاوت القرب بحسبها.
واسم ليس في قوله " ليس يعني " ضمير عائد إلى الله عز وجل أو ضمير شأن وجملة " يعني " خبرها.
ثم بين الإصابة وحصرها في أمرين بقوله " إنما الإصابة خشية الله والنية الصادقة " وذكر الخشية ثانيا لعله من الرواة أو النساخ، فليست في بعض النسخ ولو صحت يكون معناه خشية أن لا يقبل كما سيأتي في الخبر وهو غير خشية الله، أو يقال: النية الصادقة مبتدأ والخشية معطوف عليه والخبر محذوف أي مقرونتان أو الخشية منصوب ليكون مفعولا معه فيكون الحاصل أن مدار الإصابة على الخشية وتلزمها النية الصادقة وفي بعض النسخ " والحسنة " أي كونه موافقا لامره تعالى ولا يكون فيه بدعة وفي أسرار الصلاة للشهيد الثاني رحمه الله والنية الصادقة الحسنة وهو أصوب.


[١] البقرة: ٢٨.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست