responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 230

" بما ترى عيناه " أي من زخارف الدنيا ومشتهياتها والرفعة والملك فيها " ولم ينس ذكر الله " بالقلب واللسان " وبما تسمع أذناه " من الغنا وأصوات الملاهي وذكر لذات الدنيا والشهوات والشبهات المضلة والآراء المبتدعة، والغيبة والبهتان، وكل ما يلهي عن الله " ولم يحزن صدره بما أعطي غيره " من أسباب العيش وحرمها والاتصاف بهذه الصفات العلية إنما يتيسر لمن قطع عن نفسه العلائق الدنية، وفي الخبر إشعار بأن الاخلاص في العبادة لا يحصل إلا لمن قطع عروق حب الدنيا من قلبه، كما سيأتي تحقيقه إنشاء الله.
6 - الكافي: علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ليبلوكم أيكم أحسن عملا " [1] قال: ليس يعني أكثركم عملا، ولكن أصوبكم عملا، وإنما الإصابة خشية الله والنية الصادقة والخشية [2] ثم قال: الابقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل.
والعمل الخالص: الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل، والنية أفضل من العمل ألا وإن النية هي العمل ثم تلا قوله عز وجل: " قل كل يعمل على شاكلته " [3] يعني على نيته [4].
تبيين: قوله: " ليبلوكم " إشارة إلى قوله تعالى: " تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير * الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " " تبارك " أي تكاثر خيره من البركة وهي كثرة الخير أو تزايد عن كل شئ وتعالى عنه في صفاته وأفعاله، فان البركة تتضمن معنى الزيادة " الذي بيده الملك " أي بقبضة قدرته التصرف في الأمور كلها " الذي خلق الموت والحياة " أي قدرهما أو أوجدهما وفيه دلالة على أن الموت أمر وجودي، والمراد بالموت


[١] الملك: ٢.
[٢] والحسنة خ ل.
[٣] أسرى: ٨٤.
[٤] الكافي ج ٢ ص ١٦.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست