responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 198

يعبدون الله على ثلاثة أوجه: فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع، وآخرون يعبدونه فرقا من النار فتلك عبادة العبيد، وهي رهبة، ولكني أعبده حبا له عز وجل، فتلك عبادة الكرام وهو الامن، لقوله عز وجل " وهم من فزغ يومئذ آمنون " [1] ولقوله عز وجل " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " [2] فمن أحب الله أحبه الله، ومن أحبه الله عز وجل كان من الآمنين [3].
وفي تفسير الإمام عليه السلام قال علي بن الحسين عليه السلام: إني أكره أن أ عبد الله لأغراض لي ولثوابه فأكون كالعبد الطمع المطيع، إن طمع عمل، وإلا لم يعمل وأكره أن أعبده لخوف عباده، فأكون كالعبد السوء إن لم يخف لم يعمل، قيل:
فلم تعبده؟ قال: لما هو أهله بأياديه علي وإنعامه، وقال محمد بن علي الباقر عليه السلام:
لا يكون العبد عابدا لله حق عبادته حتى ينقطع عن الخلق كله إليه فحينئذ يقول:
هذا خالص لي فيتقبله بكرمه، وقال جعفر بن محمد عليهما السلام: ما أنعم الله عز وجل على عبد أجل من أن لا يكون في قلبه مع الله غيره، وقال موسى بن جعفر عليه السلام أشرف الأعمال التقرب بعبادة الله عز وجل، وقال علي الرضا عليه السلام: " إليه يصعد الكلم الطيب " قول لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله وخليفة محمد رسول الله حقا وخلفاؤه خلفاء الله " والعمل الصالح يرفعه " علمه في قلبه بأن هذا صحيح كما قلته بلساني [4].
وأقول: لكل من النيات الفاسدة والصحيحة أفراد أخرى يعلم بالمقايسة مما ذكرنا، وهي تابعة لأحواله وصفاته، وملكاته الراسخة منبعثة عنها، ومن هذا يظهر سر أن أهل الجنة يخلدون فيها بنياتهم، لأن النية الحسنة تستلزم طينة


[١] النمل: ٨٩.
[٢] آل عمران: ٣١.
[٣] راجع علل الشرائع ج ١ ص ١٢.
[4] تفسير الامام ص 152. وسيجئ مستقلا تحت الرقم: 33.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست