responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 113

[51] * (باب) * * " (النهى عن الرهبانية والسياحة، وساير ما يأمر به) " * * " (أهل البدع والأهواء) " * الآيات: التوبة: العابدون السائحون [1].
الأحقاف: ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون [2].
الحديد: وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون [3].


[١] براءة: ١١٣.
[٢] الأحقاف: ٢٠.
[٣] الحديد: ٢٧، وقوله تعالى " ورهبانية " منصوب بفعل مضمر يفسره قوله ابتدعوها، والتقدير: ابتدعوا رهبانية ابتدعوها، وقوله ما كتبناها عليهم في محل النصب لأنه صفة لرهبانية، وابتغاء رضوان الله نصب لأنه بدل من " ها " في " كتبناها " والتقدير:
كتبنا عليهم ابتغاء رضوان الله أي اتباع أوامره ولم نكتب عليهم الرهبانية قاله الطبرسي في المجمع ج ٩ ص ٢٤٢.
أقول والظاهر أن " رهبانية " عطف على ما قبله: " رأفة ورحمة " والمعنى أنا جعلنا في قلوب الحواريين الذين اتبعوا عيسى عليه السلام رأفة ورحمة من لدنا بحيث صارتا كالطبيعة الثانية لهم ليتحنوا على ارشاد الجهال وهداية الضلال، وألهمنا إلى قلوبهم بعد ما رفعنا عيسى إلينا أن يترهبوا في الصوامع والغيران ويتعبدوا فيها فرارا من جبابرة بني إسرائيل كما في قصة أصحاب الكهف.
لكنهم ابتدعوا في كيفيتها بما لم نكتب عليهم، فانا إنما نكتب على المتعبدين ابتغاء رضوان الله، وهو متيسر بالاعمال اليسيرة الخالصة لوجهه، ولا يستلزم الأعمال الشاقة من رفض النساء، والعزلة، وخشونة المطعم والملبس، وهم مع ما فرضوا تلك الخصلة على أنفسهم، ونذروها لله لم يرعوها حق رعايتها.
قال ابن مسعود: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وآله على حمار فقال: يا ابن أم عبد! هل تدرى من أين أحدثت بنو إسرائيل الرهبانية؟ فقلت: الله ورسوله أعلم فقال: ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسى عليه السلام يعملون بمعاصي الله فقاتلهم أهل الايمان ثلاث مرات فلم يبق منهم الا القليل فقالوا ان ظهرنا لهؤلاء أفنونا ولم يبق للدين أحد يدعو إليه فتعالوا نتفرق في الأرض إلى أن يبعث الله النبي الذي وعدنا به عيسى عليه السلام فتفرقوا في غيران الجبال وأحدثوا رهبانية الخبر. راجع مجمع البيان ج ٩ ص ٢٤٣ الدر المنثور ج ٦ ص ١٧٧.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست