responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 35  صفحة : 312

أبي بكر لبعده في النسب فمردود بأن ذلك كذب صريح وافتراء على أهل الجاهلية والعرب ، ولم يعرف في زمان من الازمنة أن يكون الرسول ـ سيما لنبذ العهد ـ من سادات القوم وأقارب العاقد! وإنما المعتبر فيه أن يكون موثوقا به ولو بانضمام القرائن ولم ينقل هذه العادة أحد من أرباب السير ، ولوكانت موجودة في رواية أو كتاب لعينوا موضعها كما هو المعهود في مقام الاحتجاج ، وقد اعترف ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة بأن « ذلك غير معروف من عادة العرب ، وأنه إنما هو تأويل تعول به متعصبوا أبي بكر لانتزاع البراءة منه وليس بشئ » وقد أشرنا في تقرير الدليل إلى بطلان ذلك ، إذ لو كان إرجاعه لهذه العلة كان لم يخف هذا على الرسول وجميع الحاضرين في أول الامر [١] ، مع أن كثيرا من الاخبار صريحة في خلاف ذلك.

فأما جواب بعضهم عما ذكره الاصحاب من أن الرسول الله 9 لم يوله شيئا من الامور بأن عدم توليته الاعمال كان لحاجة الرسول الله 9 إليه وإلى عمر في الآراء والتدابير!كما ذكره قاضي القضاة ، فأجاب السيد المرتضى في الشافي [٢] عنه بأنا قد علمنا من العادة أن من يرشح [٣] لكبار الامور لابد من أن يدرج إليها [٤] بصغارها ، لان من يريد بعض الملوك تأهيله للامر بعده لابد من أن ينبه عليه بكل قول وفعل يدل على ترشيحه لتلك المنزلة ، ويستكفيه من اموره وولاياته ما يعلم عنده أو يغلب في الظن صلاحه لما يريده له ، وأن من يرى الملك مع حضوره وامتداد الزمان وتطاوله لا يستكفيه شيئا من الولايات ، ومتى ولاه عزله وإنما يولي غيره ويستكفي سواه لابد أن يغلب في الظن أنه ليس بأهل للولاية ، وإن جوزنا أنه لم يوله بأسباب كثيرة سواه ، وأما من يدعي أنه


[١]وكيف لا والخصم يدعى كونه عادة من عادات العرب؟ ثم انك قد عرفت ما أورده عن المناقب ذيل الرواية السادس والعشرين ص ٣٠٥ في الرد على الجاحظ القائل بهذا القول السخيف أن هذا مدح ومنقبة لا ميرالمؤمنين 7 قد جرى على السنة أعدائه.
[٢] ص ٢٤٨.
[٣]يقال : هو يرشح لولاية العهد أى يربى ويؤهل لها.
[٤]أى يرسل اليها.
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 35  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست