اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 28 صفحة : 234
المنافرة ، وضعوا تيجان المفاخرة ، فقد فاز من نهض بجناح ، أو استسلم فارتاح ، ماء آجن ، ولقمة يغص بها آكلها ، أجدر بالعاقل من لقمة تخشى بزنبور ، ومن شربة تلذبها شاربه مع ترك النظر في عواقب الامور ، فان أقل يقولوا حرص على الملك ، وإن أسكت يقولوا جزع من الموت ، هيهات هيهات بعد اللتيا واللتي ، والله لابن أبى طالب آنس بالموت من الطفل بثدى امه ، ومن الرجل بأخيه وعمه ، ولقد اندمجت على علم لو بحت به لاضطربتم الارشية في الطوى البعيدة ، وذكر لاما كثيرا[١].
بيان : هذا الكلام أورده السيد رضى الله عنه في نهج البلاغة بأدني تغيير[٢] وقال ابن ميثم ; : [٣] سبب هذا الكلام ما روى أنه لما تم في السقيفة أمر البيعة لابي بكر ، أراد أبوسفيان أن يوقع الحرب بين المسلمين ، فمضى إلى العباس فقال له : إن هؤلاء ذهبوا بهذا الامر من بني هاشم ، وإنه ليحكم فينا غدا هذا الفظ الغليظ من بني عدي ، فقم بنا إلى علي 7 حتى نبايعه بالخلافة وأنت عم رسول الله 9 وأنا رجل مقبول القول في قريش ، فان دافعونا قاتلناهم وقتلناهم ، فأتيا أمير المؤمنين 7 : فأجابهم صلوات الله عليه بهذا الكلام.
قوله 7 : « شقوا » أي اخرجوا من بين أمواج الفتن بما يوجب النجاة منها من المصالح الواقعية ، لا بما يورث تكثير الفتنة ، فشبه الفتن بالامواج والسفن بما يوجب النجاة منها ، وقيل اريد بالسفن هنا أهل البيت : ومتابعتهم كما قال 9 : « مثل أهلبيتي كمثل سفينة نوح » قوله : « وعرجوا » التعريج على الشئ الاقامة عليه ، وعن الشئ تركه ، والمراد بوضع تيجان المفاخرة ترك لبسها ، كناية عن ترك التعظم والتكبر والتوجه إلى ما هو صلاح الدين والمسلمين قوله : « فقد فاز » في النهج « أفلح من نهض بجناح أو استسلم فأراح » وقال ابن أبي
[١]مناقب ابن الجوزى ( تذكرة خواص الامة ) ٧٥.
[٢]نهج البلاغة الرقم ٥ من قسم الخطب.
[٣]شرح النهج للبحرانى ١٠٤ ط حجر.
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 28 صفحة : 234