. ثالثًا: صفة الخالقية لربنا سبحانه تقتضي صفة المشيئة التي لا تحد،
بل هي هي، فهو فعال لما يشاء. وهكذا تعددت واختلفت أشكال خلقه وأنواع الكائنات
ودلت باختلافها على وحدة خالقها.
رابعًا: وهذه المشيئة المطلقة والفاعلة التامة تهدينا إلى أنه على كل
شيء قدير، لأن عقولنا القاصرة المحجوبة بكينونتها باعتبارها مخلوقة ترى أن الخلق
بذاته مستحيل، وإذا كان الرب قادرًا عليه وعلى أنواع منه، وإذا كان كل شيء
مخلوقًا ومحكومًا بالخالقية المطلقة إذًا لا شيء يحد قدرة الرب.
وهكذا إذا تأملنا الآية وجعلناها وسيلة لرؤية الحقائق المحيطة بنا.
وبتعبير آخر؛ جعلناها آية نعبر من خلالها إلى فقه المخلوقات وما فيها من سمات
تدلنا على بارئها، إذا نفذت بصيرتنا بإذن الله تعالى إلى عمق حقائق الكون.
بصائر وأحكام
* لأن حقيقة الخلق هي الإنشاء، فإن تنوع الكائنات- بالرغم من وحدة
جوهرها- دليل قدرته سبحانه التي لا تحد.
[1] نهج البلاغة، من خطبة له عليه السلام في التوحيد.
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة النور) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 200