اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة النور) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 198
الخلق إلا وسبقت خلقته خياله وتوهمه ...
وقد روي عن علي بن الحسين بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا عليه
السلام، قال: (قُلْتُ لَهُ لِمَ خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقَ عَلَى
أَنْوَاعٍ شَتَّى وَلَمْ يَخْلُقْهُمْ نَوْعًا وَاحِدًا؟.
. ثانيًا: لو تأملت في صنوف الخلائق من سماء تزحم بملايين المجرات
التي تحتوي على ألوف الملايين من الشموس والأجرام، لا يمكننا حسابها، بل ولا
توهمها، فكيف بإحاطتها علمًا؟ ويكفيك من عظيم خلقه سبحانه، أنهم اكتشفوا أخيرًا
حفرة سوداء في وسط مجرة طريق التبانة التي تقع شمسنا فيها أكبر من هذه الشمس
بأربعة ملايين ضعف.
هذه السماء، أما في الأرض فإنها تعج بصنوف الخلق لم يعرف لحد الآن
العلماء عدد أنواع الأحياء، فبين من قال أنها ثلاثون مليون نوع، وبين من رقاها إلى
مئة مليون نوع، والإنسان نوع واحد منها.
هذا عدا الموجودات المختلفة من غير الأحياء. فسبحانك يارب قادر لا
يعجزه شيء.
وهذه الأحياء لو تأملت فيها لرأيتها قد خلقت من ماء، كيف تنوعت
وتعددت، ثم هذه الكائنات في الأرض كيف تعددت