responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة النور) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 162

الآخرة، بل ذكر الله والصلاة والزكاة همهم الأول.

ثالثًا: ماذا يعني ذكر الله عند التجارة؟ إنه يعني أنهم لا يتجاوزون فيها حدود الشرع، وكذلك أنهم عند البيع يراعون أحكام الدين، وإذا نودي للصلاة سعوا إلى ذكر الله وتركوا البيع، وإذا أغناهم الله فهم للزكاة فاعلون. كل هذه الصفات تجعلهم متميزين، ويختارهم الله لقيادة عباده، لأن نور الله يشع من بيوتهم.

رابعًا: عند التدبر نجد أن هؤلاء الرجال من بيوت أذن الله لها أن ترفع. ومن هنا فهم من أسرة واحدة، أصولهم خير الأصول، وفروعهم نعم الفروع، ذرية بعضها من بعض، نور على نور. زيتهم نقي، وشجرتهم مباركة غنية بالقيم السامية، لا تعصف بهم الحميات الجاهلية؛ ولا يتطرفون شرقًا أو غربًا، بل هي مستقيمة عادلة على الصراط المستقيم.

2- يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ

بالرغم من ذلك النعت الفاضل، تجد هؤلاء الرجال في ذروة الخشية من الله، والخوف من يوم ما. فما هو ذلك اليوم، ولماذا ذلك الخوف الدائم؟.

أولًا: أما ذلك اليوم فقد يكون يوم القيامة، حيث تبلو فيه السرائر. ولكن لأن ذلك اليوم انعكاس للدنيا وما فيها من حقائق، فقد يكون المراد أن هؤلاء لا يغترون بما لديهم من زهادة وعبادة، بل هم حذرون أبدًا من العافية. فهم أبدًا بين الخوف والرجاء، وهم في ضراعة دائمة إلى الله أن يحفظ إيمانهم ودعاءهم، هو ما قال الله تعالى رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة النور) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست