responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 98

محتاج لمادّة أوّلية لصناعته، إضافة إلى أن صنعه صنعٌ ناقص. وأكبر دليل على ذلك حاجة صناعته إلى التطوير المستمر. لكن الله تبارك وتعالى حينما خلق الخلق، قال له كُنْ فَيَكُونُ‌، وخلقه خلقاً حسناً لا يعتوره نقصان، لأنه العالم المطلق بكلّ شي‌ء. فلا يجد الناظر الخبير خللًا في مخلوقات الله ومنظوماتها وأنظمتها.

قال الله تعالى الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ [1].

ولعلّ بعض أشباه العلماء، حاولوا البحث عن ثغرات معيّنة في الخلقة، فحلا لهم أن يسمّوا هذا الجزء أو ذاك بالزائد، ولكنّهم ما إن تطوّروا بعلمهم شيئًا ما، حتى بان لهم خطأ رأيهم.

ومن ذلك، أنهم كانوا يظنّون خطلًا أن بعض العروق في صدر الإنسان كانت زائدة ولا وظيفة لها، فقالوا بأنها قد تكون من بقايا خلق الإنسان الأوّل الذي تطوّر بمرور الزمن. ولكن حينما اشتهرت جراحة القلب‌

استفادوا من هذه العروق وعرفوا لكلّ منها وظيفته الخطيرة. وكأن الله تبارك وتعالى قد جعل بعض هذه العروق بمثابة قطع الغيار للاستفادة منها في بعض عمليات جراحة القلب.

إنّ خلقة الله تمتاز بالتوازن الفذ والدقّة المتناهية، حتى أنه عزّ اسمه قد وضع الجبال في مواضعها. ولو افترضنا أن الحضارة البشريّة توصّلت في وقت ما إلى القدرة على نقل الجبال، فنقلتها من‌


[1] سورة الملك، آية: 3- 4.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست