responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 61

باسم الربّ العلَّام. فالعلم الحق يهدف هداية الإنسان وإيصاله إلى شاطئ الحقيقة مباشرة ليشاهد بنفسه ما ينفعه، في حين أن الآخر صاحب ثقافة السخرية يحاول إبعاد الناس عن وعي الحقائق ويهيئ لهم حشوًا من أفكاره بديلًا عن المعرفة.

ومن هنا رغَّب القرآنُ الإنسانَ في العلم وطلب الحقيقة بوسيلة الوحي والعقل والوجدان، كذلك نجد التيقّظ والابتعاد عن الغفلة، وليس بمتعلّمٍ وببالغٍ حكمة الوجود من كان غافلًا.

ضلالة الاستكبار

أمّا العقبة الثالثة في طريق المعرفة، التي لعلّنا نستفيدها من الآية السابعة من هذه السورة الكريمة، فهي الاستكبار. إذ يعيش المرء في زنزانة نفسه بعيدًا عن الحقائق الخارجيّة، وكلّما ازداد جهل الجاهل وتعمّق، كلّما غمرته أمواج الجهلة، حتى يصبح أكثر استكبارًا، فيشعر بأنه كلّ شي‌ء.

ولذلك، نقرأ في الآية الثامنة عشر من هذه السورة المباركة قوله تعالى وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [1].

والاستكبار حقيقته الابتعاد عمَّا في الخليقة من حقائق، والعيش في الزنزانة الداخلية للذات، ومن ثم عبادة الهوى والانسياب مع منظومة

العصبيّات الجاهليّة. وهذا الاستكبار هو أحد الأسباب الرئيسيّة التي تمنع الإنسان من الهدى، فهو في نهاية


[1] سورة لقمان، آية 18.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست