responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 60

بين العلم والتواضع‌

ونستطيع من خلال عقبى العلم معرفة حقيقته. فبينما العلم يدعو حامله إلى ما فيه خير الناس، ترى شبيه العلم كيف يصبح أداة للتجبر وتسخير البشر. لذا تجد الأول كلما ازداد علمًا ازداد تواضعًا، في حين أن الآخر يدعوه جهلة إلى الأستكبار في الأرض بغير الحق.

وقد ورد في المأثور عن رسول الله صلى الله عليه واله، أنه قال

(مَنِ ازْدَادَ عِلْماً وَلَمْ يَزْدَدْ هُدًى لَمْ يَزْدَدْ مِنَ الله إِلَّا بُعْداً) [1].

وفي حديث عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، قال

(اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَتَزَيَّنُوا مَعَهُ بِالْحِلْمِ وَالْوَقَارِ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تُعَلِّمُونَهُ الْعِلْمَ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ طَلَبْتُمْ مِنْهُ الْعِلْمَ، وَلَا تَكُونُوا عُلَمَاءَ جَبَّارِينَ فَيَذْهَبَ بَاطِلُكُمْ بِحَقِّكُمْ) [2]

. والدليل على بطلان هؤلاء المتشبّهين بالعلماء والمتجبّرين بعلمهم، أنهم عجزوا طيلة الدهر عن تقديم نظرية كاملة نافعة للبشرية بما ينقذها من مآسيها، على عكس رؤى الأنبياء التي تتنزّل عليهم من السماء.

فبينما هؤلاء يخدعون أنفسهم والآخرين بظاهرٍ من العلم ويشيعون- بين الناس- السخرية والاستهزاء، ويبعدونهم عن الحقائق الناصعة، نجد الأمر

بالعلم والتعلّم وطلب اليقين طافحًا في وعاء القرآن المبارك، حتى أن أوّل آية من آياته، أمرت الإنسان بالقراءة وطلب البركة والتعمّق‌


[1] بحارالأنوار، ج 2، ص 37.

[2] الأصول من الكافي، ج 1، ص 36.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست