responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 34

والمنكر. فهل كل صلاة كذلك؟.

كلا؛ إنما المصلّي المُحرز لمواصفات الصلاة الصحيحة يجب أن يَنْفَضَّ عن صلاته وهو أكثر خشوعًا وامتناعًا عن الرذائل وإقبالًا على الفضائل. ولعلّ مصلّيًا كان يفكّر في بعض الأمور الخاطئة قبل إقامته الصلاة، ولكنّه بعد ذلك، يضبط نفسه ويتغلّب على ما تحوطه من وساوس نفسيّة أو شيطانيّة. ومثل هذه الصلاة هي التي تصبح قربانَ كلِّ تقي.

وكذلك شأن الزكاة.

والقرآن الحكيم يحدّثنا عن قصّة ابني آدم عليه السلام، إذ قدّم كلّ منهما زكاةً وقربانًا، فتقبّل الله من أحدهما، وهو هابيل، ولم يتقبّل من الآخر، وهو قابيل.

ولكن كيف كانت ردّة فعل من لم يقع قربانه موضع القبول؟.

لقد كان من المفترض أن يراجع قابيل نفسه ويبحث عن أسباب رفض زكاته، ليصلح نفسه. لكنّه أصرّ على نيته الخاطئة في دفع الزكاة وراح يهدّد أخاه قائلًا لأَقْتُلَنَّكَ‌ [1]، مؤكّدًا عزمه على ارتكاب جريمة كبرى. مما يعني أنه لم يكن يقدّم القربان من أجل الله تعالى، ولا من أجل تطهير نفسه وتزكيتها، وإنما كان يدفع الزكاة ويقدم القربان من أجل السيطرة، ومن أجل أن يكون الأفضل، ومن هنا قال له أخوه المؤمن إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ‌ [2]، وقال إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ‌ [3].


[1] سورة المائدة، آية: 27.

[2] سورة المائدة، آية: 27.

[3] سورة المائدة، آية: 28.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست