responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 262

الحقيقيّة أن يكرس كل توجهه إلى الله تعالى، ليستمد منه الأرادة النافذة والعزم الراسخ، ويستلهم منه الصبر والبصيرة؛ ليرى نفسه فيما بعد أنه يهيمن على الدنيا المحيطه به، وليرى نفسه في نهاية المطاف يقف في مواجهة الطاغوت ويقول كلمة الحق، ولا ينحني أمام أشد الأزمات وأكبر المشاكل والإغراءات.

ولا ريب في أن ذكر الله بحاجة إلى مراس متواصل على أن يكون قلبيًّا وذهنيًّا ولسانيًّا؛ لتكون الآخرة نُصب العين، وكذلك ذكر الموت. فتهون على الذاكر كل المواقف .. كيف؟.

إنه بمجرّد ذكر المرء للموت وتذكّره القبر والحساب والصراط والنار والجنّة؛ فإنه يفكّ غلًّا وإصرًا عن نفسه، فينطلق ويهيمن على كل شي‌ء.

ولعلّ هذا هو السر في الحث الشرعي على زيارة القبور، إذ هنالك تتجسّد نهاية الدنيا، فلا يأبه المؤمن لدنياه. وهذا هو الذي يجعل المؤمن أصلب من الحديد وأقوى من الجبال، حيث يستمد قوته من خالقها.

في بعض الأحيان، يقف المرء حائرًا فيما يتصل بحال أهل البيت عليهم السلام في كربلاء، وكيف أنهم صبروا، ولم تصدر عنهم كلمة واحدة مما يُعبّر عن الضجر أو الخوف أو التخاذل. لكننا إذا أمعنّا النظر في الآيات المجيدة، وعرفنا أن أهل البيت قد ذابوا في حب ربهم وصاغتهم آياته صياغة مختلفة عن جميع الناس .. سيتأكّد لنا أن صبرهم وتحدّيهم كان في الحقيقة

بسبب تلك الآيات القرآنية، والآيات تلك لا تزال أمامنا، ومتاح لنا أن نستمد منها العزم‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست