اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 261
لكي يتأكد للقارئ الزائر أن كل الشرف وكل العظمة وكل القدسيّة وكل
الحب والاحترام الذي يُقدّمه لأئمة الهدى عليهم السلام فإنما لأنهم عباد الله
الأكثر إخلاصًا لربهم ودعوةً إليه، ولأنهم كلمة التقوى، فقد أمر الله بحبّهم
وطاعتهم.
فإذا كان كل شيء في طريق الله وبأمر الله، تحوّل ذلك الشيء إلى
عبادة، لأنه يستمد قدسيّته من عبادة الله سبحانه وتعالى.
كيف نتحدى ضغوط الدنيا؟
أمّا إذا تقدّم أحدهم ليسأل عمّا عليه أن يفعل ليصل إلى المستوى الذي
لا تستولي فيه زخارف الدنيا عليه، وكيف له أن يتحدّى ضغوط الحياة، كضغوط المجتمع
الفاسد والتيارات الفاسدة والطغاة؟.
فعليه أن يعلم أن توثيقه الصلة بالله سبحانه وتعالى هو الضامن الأكيد
لتساميه على محيطه المعيب، حيث يقول ربنا سبحانه يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً[1]، وكذلك عبر الاستعانة بالصوم والصلاة وقراءة القرآن قراءة باحث عن
نجاة، وبالتالي عبر التوكّل على الربّ الكافي وَمَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ[2].
التوكل على اللَّه سبحانه يزيد العزم
ومعنى التوكل أنه إذا بلغ الأمر بالإنسان إلى خوض صراع شديد مع
الطبيعة أو مع الآخرين، فعليه في لحظات الحسم